كان حلمه أن يصبح ثرياً ، هذا ما سعى إليه " أنور " منذ صباه ، لم يكمل دراسته ، بل ترك المدرسة مبكراً وأمتهن التجارة ، وبدأت رحلته مع الزمن ،،،
تسابق في جني الأموال مع ساعات الليل والنهار ، فنسي نفسه وأخلص لعمله ، كان يمرّ من أمام المطعم ، فتعبق رائحة المشاوي أنفه وتثير شهيته لكنه يكبتها ، ولا يسخو بتبذير جزء من أمواله مقابل لذة زائلة ، وهكذا كان ، فقد حرّم نفسه من الملبس أيضاً ومن المسكن والزواج وركوب السيارات الفاخرة وأشياء غيرها كثيرة ،،،
وفي النهاية وبعد سنوات طويــله إستطاع " أنور " تحقيق حلمه ، وجمع الثروة المنشودة ، وأصبح من أثرياء البلد المشهورين ،،،
وعندها أراد أن يحيا حياته الجديدة ويتفرغ للملذات التي حرم نفسهُ منها ، وأن يتزوج وينجب الأولاد الذين يتمناهم ، ولكنه حاول أن يتصرف كالأغنياء ، فذهب للطبيب ليجري فحصاً كاملاً ، ويا لهول الصدمة...!
فقد أثبتت التحاليل الطبية دون أدنى شك أنه مصاب بعدة أمراض لا تجيز له أكل الحلويات وأصناف اللحوم والدسم ، وتبين أن عنده مرضاً في القلب يحرمه من الزواج وضعفاً في نظره يمنعه من قيادة السيارات ، وغيرها الكثير والكثير ،،،
عاد أنور إلى بيته ، نظر إلى خزنته الملأى برزم العملات ، فندب حظه وأضاف إليها رزمةً جديدة تحتوي على وصفات الطبيب التي ربما لن تنتهي ،،
السعي وراء المال وجني الأرباح هو حلم يراود الكثير من الناس ، فمن منّا لا يحلم بأن يصبح غنيّاً ، ومن منّا لا يحب أن يمتلك بيت جميل وسيّارة جميلة وأن يكون لديه رصيد في البنك ،،،
فالمال عزّ والمال راحة وسعادة ، والمال وسيلة للعيش بهناء ، ولكن يجب أن تـنـتبه أخي القارئ أن لا تجعل حبّك للمال أن يجعل منك عبداً له ، فالمال فتنة كبيرة إن لم تنتبه لهذا الأمر ، فهناك كثيراً من الشعوب أهلكها جشعها الزائد للمال ، ولا تهمل جوانب الحياه الأخرى ،،،
.
.
بوركتم
في امان الله